هذه المدونة خاصة بكتابات المفكر واللغوي والمترجم والأديب العراقي عبد الكريم الناصري

الأربعاء، 20 يوليو 2016

الكاتب الأمريكي الساخر: آرت بكوالد: وأين حق المؤلف إذا استعيرت كتبه؟

 
بقلم : آرت بكوالد
ترجمة : عبد الكريم الناصري
تحتدم في مجلس العموم البريطاني منذ عدة أشهر معركة حامية، معركة قد تؤثر في حياة كل مؤلف من المؤلفين الاحياء في العالم الغربي.
(ملاحظة المترجم: كتب الكاتب الامريكي  الفكه النابغ هذا المقال في جريدة نيويورك هيرالد تربيون الامريكية سنة 1961)
ومدارهذه المعركة ، أن المؤلفين الانكليز – يقودهم السير آلان هربرت، أنشط السبعينيين (1) وأشدهم حيوية – يحاولون إقرار لائحة قانون ينص على دفع اجرة للمؤلف، في كل مرة يستعار فيها كتاب له من مكتبة من مكتبات الاعارة.
ويذهب السير آلان هربرت وجماعته الى أن الملحنين وواضعي الأغاني يتقاضون أجورا في كل مرة تؤدى فيها مؤلفاتهم. وليس ثمة مايبرر عدم دفع اجور للكتاب في كل مرة تُقرأ فيها كتبهم.
وقد أشار السر آلان الى أن الكاتب من الكتاب لايحصل إلا على ربح واحد من كتابه وذلك حين يباع لإحدى المكتبات، ومع أن من الجائز ان يستمتع مئة شخص بقراءة نسخة واحدة منه.
ويدعي مؤلفو اللائحة ان 73 شخصا في المائة من جميع المؤلفين البريطانيين يكسبون اقل من الف جنيه – اي 2800 دولار – في السنة. ومع ان اربعمائة مليون كتاب قد استعيرت من المكتبات خلال 1959 ، فإن الادباء هم اليوم أفقر منهم في أي وقت مضى.
وقد قوبلت اللائحة – بطبيعة الحال- بمعارضة شديدة من جانب المكتبات، وأيضا من جانب أنصار القراءة المجانية في مجلس العموم، وقد احتج الدكتور ب. شتروس – وهو نائب عمال عن – ستوك اون ترينت – بأنه إذا دفعت للمؤلفين اجورا عن حقوق القراءة، فلم لايدفع لكل رسام أجر عن حقوق النظر، ليقبض فلسا عن كل نظرة يلقيها شخص على صورة له.
وتذهب الزمرة المعادية للمؤلفين من النواب الى أن على الناشرين، أن يدفعوا لهم عوائد من أرباح أعلى بدلا من استيفائها من الجمهور  القارىء، وذلك يكشف عن مبلغ معرفة بعض أعضاء البرلمان البريطاني بالناشرين.
ولكوننا (2) مؤلفا لخمسة كتب كانت عواطفنا منذ البداية مع السير آلان وأصحابه.. إن هذه اللائحة لم يقترح في مجلس العموم حتى الان لائحة أعقل منها. وإن أعز أمانينا ان يقدم الرئيس كندي – وهو نفسه مؤلف (3)لائحة مشابهة لها الى الكونغرس الأمريكي .
والرأي عندنا ان تدفع كل مكتبة من مكتبات الإعارة فلسا او نصف فلس لمؤلف كل كتاب تعيره، وأن تدفعه اليه هو نفسه مباشرة ، لئلا يضع الناشرون ايديهم الجشعة على أي جزء منه.
وكما قال نيغل فيشر ، النائب المحافظ عن منطقة سمربتون – في مناقشات يوم الجمعة الفائب فأحسن القول :
- إذا كانت المكتبات ترى الأجرة التي تنص عليها اللائحة كبيرة، فلم لا تفرض أجرة على المستعير؟ ما وجه القداسة التي تحاط بحق كل امرىء في ان يقرأ كل شيء مجانا؟
على أن هذه اللائحة إذا قدمت الى الكونغرس الأمريكي، فثمة تعديل عليها يجب ان يضاف اليها.. إن الخسارة الحقيقية التي تلحق بالمؤلفين لا تجيء عادة - على مايعلم الناس جميعا – من مكتبات الاعارة، وإنما تجيء من تعاور الاصدقاء كتبهم . إن هذه الإعارات الشخصية قد سببت خسائر بالملايين في أرباح المؤلفين إذ أن اعارة شخص ما صديقه كتابا، معناه عدم شراء الصديق لذلك الكتاب.
ونحن نرى لذلك ، أنه حين يعير امرؤ من الناس آخر كتابا ، فعليه هو او على المستعير ان يدفع للمؤلف حقه.
ونحن نعلم ان مثل هذا القانون سيكون تنفيذه عسيرا، ولكننا نرى ان يكلف إدغار هوفر رئيس مكتب الابحاث الفيدرالي – وهو نفسه مؤلف ،  رجاله بالتحقق من هويات الاشخاص الذين يعيرون اصدقاءهم كتبهم من دون ان يدفعوا لمؤلف الكتاب حصته من الربح.
وبهذه المناسبة نقتبس من عقيلتنا - وهي سيدة ذات كمال وعقل – المقولة التالية: لا دوام لنظام ديمقراطي لايكون فيه الأدباء أغنياء.
++
الهوامش:
(*) نشرت في (الجمهورية) في 22-12-1965
(1) اي البالغين من العمر السبعين، أو بين السبعين والثمانين، وقد آثرنا ترجمته حرفيا – المترجم
(2) من  اساليب الكاتب الظريفة انه يتكلم عن نفسه بصفة الجمع وهي شيء غير مألوف باللغة الانكليزية – المترجم

(3) نشر جون كندي في اوائل الحرب الحرب العالمية الثانية كتابا عنوانه (لم نامت بريطانيا؟) سجل فيه انطباعاته عن بريطانيا في تلك الفترة وكان رواج الكتاب كبيرا - المترجم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق