هذه المدونة خاصة بكتابات المفكر واللغوي والمترجم والأديب العراقي عبد الكريم الناصري

الاثنين، 6 يونيو 2016

أوهام الأب انستاس الكرملي اللغوية: أصل الفعل (زرع) - 2

الجزء الأول هنا
بقلم : عبد الكريم الناصري

 من "شع" – بفتح فسكون – تطورت افعال واسماء عديدة في اللغة العربية وسائل اللغى السامية ، فمنه: "شاع" و "شع" و"اشعل" و"شعث" و"شعر" و"شعب" و"الشعر" – بفتح الشين، و"الشعير" الخ.
"الشعلة" و "الاشعاع" فكرة "انتشار" النور، ويقال "اشتعل رأسه شيبا" أي انتشر الشيب في رأسه، ولكن يقال "اشعل" أي "أوقد" يقال "انشع الذئب في الغنم: أغار عليها فتفرقت (قارن بـ"غارة شعواء") ومن "شع" : شعشع الضوء : انتشر، وشعت الشمس : انتشر ضوؤها ، وشع الماء تفرق وانتشر ، وأشعت الشمس : نشرت اشعتها. وأشع الزرع : اخرج شعاعه (اي سناه أو شوكه إذا يبس مادام على السنبل) يقال "طارت نفسه شعاعا" : تبددت من الخوف أو نحوه، ومن "شع" ايضا : إشعن و "أشعان" : تشعب .  و"الشعن" (بفتح الشين والعين) ماتناثر من الورق أو العشب بعد يبسه.
ومنه "الشُع" بضم الشين وهو بيت العنكبوت (تمثل صورته) ومنه "الشعب" من الشعوب، و"الشعب" من الشعاب، و"الشيعة" من الشيع الخ.
لقد سبق أن أوضحنا كيف أن "نشر" من "شر" أن "شر" ليست سوى "ذر" و"زر" وأنت ترى ، مما تقدم أن فكرة "الانتشار" هي الفكرة العامة في مشتقات الثنائي "شع".

وكما رأينا "الإبدال" يلعب دورا هاما في خلق ألفاظ جديدة من "زر" نراه يلعب هذا الدور هنا أيضا.

فمن "شع" أو من "شاع" ، بالإبدال "ذاع"
ومن "زع" : وزع
ومنه "سع": وسع
بل لعل منه "سح" : "ساحة" و"فسيح".

++
هذه النظرية:
إن "الثنائية" أي  القول بأن مرد الألفاظ في اللغات السامية الى اصول ثنائية الحرف، أحادية المقطع، ليست بالقول الجديد، فقد تنبه لها "الاصبهاني" وآخرون قديما، اعتمادا على العربية وحدها، واهتم بها الكرملي نفسه، وجرجي زيدان وآخرون حديثا. وهي إذا صيغت في صورة أعم وهي "إن مرد الألفاظ الى جذور أحادية القطع" صدقت على اللغات الأوربية الهندية ، وبالجملة على سائر اللغات.
ولكن الثنائية لم تدرس دراسة كافة، وهي لذلك لم تتخذ مبدأ المقارنة بين أسرتين كبريين من الأسر اللغوية .

إن كاتب هذه السطور لم يتعلم الثنائية على أحد، إنه ايضا قد تبين منها جوانب كانت حتى الآن خافية، ثم أنه يراها خلقة بالكشف عن جملة حقائق كبيرة.
هذه دعوى ، بل أكثر من دعوى واحدة، ومن حق القارىء ، بالطبع، أن يطالب الكاتب بإثبات مايدعي، وهو أن يتيح له فرصة كافية .
إن المقالات التالية ستكون أبسط من هذا المقال، وأوضح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق