بقلم: آرت بكوالد
ترجمة : عبد الكريم الناصري
يوم تتكشف قصة الثورة الدومنيكية قد تسمع ببطل عظيم اسمه سدني، وهو اسم لم يتغنّ به أحد بعد.
لا يعرف الناس اسمه الكامل، ومع ذلك فلولاه لتغير مجرى الثورة كله.
كان سدني سائحا أمريكيا وكان يقوم بزيارة لسانتو دومنغو حين نشب القتال، وكان الرئيس جونسون - كما قد تذكر - ارسل اليها مشاة البحرية كحماية للأمريكان مما قد ينالهم من أذى. ومن سوء الحظ ان اجلاءهم من العاصمة كان من السرعة بحيث لم يبق فيها منهم ، في خلال 24 ساعة ، سوى سدني.
ولما وصل سدني الى المرفأ ليركب الباخرة ، أوقفه عقيد من مشاة البحرية وقال له:
- آسف، ليس لك ان تغادر البلاد.
- ولم لا؟
- لأننا ارسلنا هنا لحماية الأمريكان، وأنت الأمريكي الوحيد الباقي، فإذا سافرت وجب علينا أن نخرج.
- ما معنى هذا؟ إني اريد أن أخرج من هذه الدولة فإن فيها قوما مجانين.
- إن الأوامر التي لدي تحتم ابقاءك هنا يا سيدي. لقد أخطأنا في إخلائنا الامريكان بأسرع مما ينبغي . إننا الان احوج إليك منك إلينا.
- هذه المشكلة ليست مشكلتي أنا. إني اريد ركوب الباخرة.
ورفع نائبا عريفين بندقيتيهما استعدادا لإطلاق النار، وقال العقيد:
- غير ممكن يا سيد. فإذا جاء ممثلو منظمة الدول الامريكية ولم يجدوا من نحميهم من الأمريكان اصبح موقفنا حرجا جدا. على أنك ستكون في أمان تام. إن الرئيس جونسون قائم الآن بإرسال عشرة آلاف جندي آخر لحمايتك.
- لحمايتي؟
- أجل يا سيدي ، إننا سنقيم من حولك طوقا طوله تسعة أميال لئلا يقترب منك أحد. أؤكد لك ان خطأ لن يقع وأن كل شيء سيجري على ما يرام.
وأخذ سدني حقائبه وعاد ادراجه الى الفندق.
وفي صباح اليوم التالي زاره الجنرال آمر المظليين وقال له:
- هل أنت بخير يا سيدي؟
- نعم انا بخير لكني اريد العودة الى بلادي.
اصبر قليلا يكن لك ما تريد.
وفي الوقت الذي كان فيه الجنرال يتحدث ، وضع فصيل من الجنود مدفعا رشاشا في الشرفة ودبابتين امام الفندق ومدفعا مضادا للطائرات فوق سطحه فقال سدني للجنرال:
- لأجل ماذا كل هذا ؟
للتحقق من ان أذى لن ينالك . إنك غال جدا علينا.
- طيب إذا كنت غاليا عندكم الى هذا الحد، فلم لا تدعونني أغادر المدينة؟
- سوف ندعك، حالما نرى ذلك مأمونا الى حد معقول. أما الآن فإنك الباعث الانساني الوحيد على وجودنا هنا.
- إني لا اعرف حقيقة هذا الذي يجري في المدينة، لكن الذي أعرفه اني مقبوض علي كرهينة.
- سدني ألم تسمع قط بمبدأ مونرو؟ (1)
- أحسبني سمعت به.
- حسن فأنت جزء منه. إن اسمك سيذكر في كتب التاريخ مع اسميْ تيودور روزفلت والاميرال ديوي (2) . وحين يسأل معلمو المدارس تلامذتهم عمن أنقذ جمهورية الدومنيكان من أن تصير دولة شيوعية ، سوف يجيب الأطفال قائلين "سدني" .
في تلك اللحظة رن جرس التليفون فرفعه الجنرال..
- إنه رئيس الولايات المتحدة يا سدني .. يريد أن يكلمك.
- نعم يا سيدي الرئيس . لا ، بل مرتاح جدا. سأبقى هنا ما أردتموني أن أبقى . هذا لطف منكم. وأنتم أيضا يا سيدي .. أمريكي طيب.
+++
* نشرت في (الجمهورية) في 6-1-1966
(1) مبدأ مونرو: هو المبدأ الذي قرره لأول مرة الرئيس الأمريكي مونرو في رسالة بعث بها الى الكونغرس في كانون الاول 1803 ومجمله أن الولايات المتحدة تعتبر عملا غير ودي، أي محاولة من جانب أية دولة اوربية للتدخل في شؤون الدول الامريكية ، أو لزيادة ممتلكاتها في القارة الامريكية - المترجم
(2) تيودور روزفلت هو رئيس الولايات المتحدة للفترة 1901-1909 والاميرال ديوي هو جورج ديوي المتوفي سنة 1917 واشترك في الحرب الامريكية الاسبانية- المترجم
ترجمة : عبد الكريم الناصري
يوم تتكشف قصة الثورة الدومنيكية قد تسمع ببطل عظيم اسمه سدني، وهو اسم لم يتغنّ به أحد بعد.
لا يعرف الناس اسمه الكامل، ومع ذلك فلولاه لتغير مجرى الثورة كله.
كان سدني سائحا أمريكيا وكان يقوم بزيارة لسانتو دومنغو حين نشب القتال، وكان الرئيس جونسون - كما قد تذكر - ارسل اليها مشاة البحرية كحماية للأمريكان مما قد ينالهم من أذى. ومن سوء الحظ ان اجلاءهم من العاصمة كان من السرعة بحيث لم يبق فيها منهم ، في خلال 24 ساعة ، سوى سدني.
ولما وصل سدني الى المرفأ ليركب الباخرة ، أوقفه عقيد من مشاة البحرية وقال له:
- آسف، ليس لك ان تغادر البلاد.
- ولم لا؟
- لأننا ارسلنا هنا لحماية الأمريكان، وأنت الأمريكي الوحيد الباقي، فإذا سافرت وجب علينا أن نخرج.
- ما معنى هذا؟ إني اريد أن أخرج من هذه الدولة فإن فيها قوما مجانين.
- إن الأوامر التي لدي تحتم ابقاءك هنا يا سيدي. لقد أخطأنا في إخلائنا الامريكان بأسرع مما ينبغي . إننا الان احوج إليك منك إلينا.
- هذه المشكلة ليست مشكلتي أنا. إني اريد ركوب الباخرة.
ورفع نائبا عريفين بندقيتيهما استعدادا لإطلاق النار، وقال العقيد:
- غير ممكن يا سيد. فإذا جاء ممثلو منظمة الدول الامريكية ولم يجدوا من نحميهم من الأمريكان اصبح موقفنا حرجا جدا. على أنك ستكون في أمان تام. إن الرئيس جونسون قائم الآن بإرسال عشرة آلاف جندي آخر لحمايتك.
- لحمايتي؟
- أجل يا سيدي ، إننا سنقيم من حولك طوقا طوله تسعة أميال لئلا يقترب منك أحد. أؤكد لك ان خطأ لن يقع وأن كل شيء سيجري على ما يرام.
وأخذ سدني حقائبه وعاد ادراجه الى الفندق.
وفي صباح اليوم التالي زاره الجنرال آمر المظليين وقال له:
- هل أنت بخير يا سيدي؟
- نعم انا بخير لكني اريد العودة الى بلادي.
اصبر قليلا يكن لك ما تريد.
وفي الوقت الذي كان فيه الجنرال يتحدث ، وضع فصيل من الجنود مدفعا رشاشا في الشرفة ودبابتين امام الفندق ومدفعا مضادا للطائرات فوق سطحه فقال سدني للجنرال:
- لأجل ماذا كل هذا ؟
للتحقق من ان أذى لن ينالك . إنك غال جدا علينا.
- طيب إذا كنت غاليا عندكم الى هذا الحد، فلم لا تدعونني أغادر المدينة؟
- سوف ندعك، حالما نرى ذلك مأمونا الى حد معقول. أما الآن فإنك الباعث الانساني الوحيد على وجودنا هنا.
- إني لا اعرف حقيقة هذا الذي يجري في المدينة، لكن الذي أعرفه اني مقبوض علي كرهينة.
- سدني ألم تسمع قط بمبدأ مونرو؟ (1)
- أحسبني سمعت به.
- حسن فأنت جزء منه. إن اسمك سيذكر في كتب التاريخ مع اسميْ تيودور روزفلت والاميرال ديوي (2) . وحين يسأل معلمو المدارس تلامذتهم عمن أنقذ جمهورية الدومنيكان من أن تصير دولة شيوعية ، سوف يجيب الأطفال قائلين "سدني" .
في تلك اللحظة رن جرس التليفون فرفعه الجنرال..
- إنه رئيس الولايات المتحدة يا سدني .. يريد أن يكلمك.
- نعم يا سيدي الرئيس . لا ، بل مرتاح جدا. سأبقى هنا ما أردتموني أن أبقى . هذا لطف منكم. وأنتم أيضا يا سيدي .. أمريكي طيب.
+++
* نشرت في (الجمهورية) في 6-1-1966
(1) مبدأ مونرو: هو المبدأ الذي قرره لأول مرة الرئيس الأمريكي مونرو في رسالة بعث بها الى الكونغرس في كانون الاول 1803 ومجمله أن الولايات المتحدة تعتبر عملا غير ودي، أي محاولة من جانب أية دولة اوربية للتدخل في شؤون الدول الامريكية ، أو لزيادة ممتلكاتها في القارة الامريكية - المترجم
(2) تيودور روزفلت هو رئيس الولايات المتحدة للفترة 1901-1909 والاميرال ديوي هو جورج ديوي المتوفي سنة 1917 واشترك في الحرب الامريكية الاسبانية- المترجم
حلو ضحكت على وحزنت على صلافتهم , وخلقهم للحجج, مثل قصة خليج تونكين. الحياء قطرة
ردحذف