بقلم آرت بكوالد
ترجمة : عبد الكريم الناصري
(تنبيه: كان من عادة الكاتب بكوالد الحديث عن نفسه بلغة الجمع كما يفعل الملوك والرؤساء)
++
كانت عقيلتنا منذ أيام تمسح بلاد الغرف، وفجأة خطر ببالنا أنها لم تبتع ثيابا منذ وقت طويل. والشيء الجميل في عقيلتنا أنها لا تشكو أبدا مسألة الملابس شان بعض من نعرف من النساء. إذا لم يكن لم يكن لديها ثياب ترتديها، تقول دائما:
- ما قولك في أن نذهب لمشاهدة مجموعة كريستيان ديور ؟
فقالت وهي تغسل السطل بماء جديد:
- من اجل ماذا؟
- قد يوجد في مجموعة أزيائه ما ترغبين في شرائه. إن نقدة الأزياء يقولون أن هذه المجموعة جميلة جدا.
- تعني انك تريد أن تشري لي ثيابا من محلات كريستيان ديور؟
- طبعا فإني احب أن تكون قرينتي انيقة الملبس بمقدار ما يحب الدوق وندسور ذلك لقرينته، والذي ينبغي في حق الدوقة ، ينبغي في حقك انت أيضا. فلنذهب الساعة . إن هناك عرضا في المحل موعده الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم.
- هذا الثوب. إني احب هذا الثوب.
- إنه مدهش ، ومتى يكون ارتداؤك له؟ أحين تأخذين الاطفال الى طبيب الاسنان، أم حين تستقبلينهم إذا عادوا الى الدار من المدرسة؟
- آه.. لهذه البدلة! إنها جديرة بكل ثمن، وما اروعها عصرا!
- هي إذن لك، لأي ما أحب كون طفلنا – جول – قد يصاب بدوار السيارة فيتقيأ ، سببا يحول دون اقتنائك لها، إذ الذي في علمي ، أن من الممكن تنظيف هذه البدلات بلا عناء.
- ذلك الثوب جميل ولائق للحفلات. انك تستطيعين ارتداؤه في حفلة ميلاد كوني- وهي ابنتنا البالغة من العمر خمس سنين – وعلى كل حال فإن ثوبك الآخر المشابه له قد تلف في حفلة عيد ميلاد جنيفر - البالغة من العمر اربع سنين- بما تساقط عليه من الدوندرمة والكعك.
وهنا بدأت عقيلتنا تفقد اهتمامها بموضوع الأزياء كله ، وبعد فترة قلنا مقترحين:
- هل تريدين معطفا ربيعيا، ترتدينه حين تزورين مديرة المدرسة، في شأن درجات الأطفال؟ أن ذلك الثوب الأزرق الذي تشاهدينه جميل، ولكنه رسمي أصولي، فوق ما ينبغي لمن يريد، أو تريد، غسل السيارة. وعلى كل حال فما ينبغي لي أن أؤثر في اختيارك . كل ما تحبينه فهو لك.
- سطل جديد.
ترجمة : عبد الكريم الناصري
(تنبيه: كان من عادة الكاتب بكوالد الحديث عن نفسه بلغة الجمع كما يفعل الملوك والرؤساء)
++
كانت عقيلتنا منذ أيام تمسح بلاد الغرف، وفجأة خطر ببالنا أنها لم تبتع ثيابا منذ وقت طويل. والشيء الجميل في عقيلتنا أنها لا تشكو أبدا مسألة الملابس شان بعض من نعرف من النساء. إذا لم يكن لم يكن لديها ثياب ترتديها، تقول دائما:
- حسن، سأذهب الى
محل (مكسيم) بردائي البيتي.
بيد أننا قررنا أن
نعطف على حالها فما أن انتهت من الكنس والمسح حتى قلنا لها:- ما قولك في أن نذهب لمشاهدة مجموعة كريستيان ديور ؟
فقالت وهي تغسل السطل بماء جديد:
- من اجل ماذا؟
- قد يوجد في مجموعة أزيائه ما ترغبين في شرائه. إن نقدة الأزياء يقولون أن هذه المجموعة جميلة جدا.
- تعني انك تريد أن تشري لي ثيابا من محلات كريستيان ديور؟
- طبعا فإني احب أن تكون قرينتي انيقة الملبس بمقدار ما يحب الدوق وندسور ذلك لقرينته، والذي ينبغي في حق الدوقة ، ينبغي في حقك انت أيضا. فلنذهب الساعة . إن هناك عرضا في المحل موعده الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم.
وقد بلغ بها
الحماس والانفعال أن كادت تنسى وضع السطل بعد أن فرغت من استعماله ثم انها ارتدت
معطفها بسرعة سجلت بها رقما قياسيا. وكانت على أهبة
الخروج، حين قلنا:
- ألا ترين أن
تخلعي مئزرك ؟ أني أنا شخصيا لا أرى مانعا في أن يظل عليك، ولكنك تعرفين هؤلاء
الذين يترددون على دور الأزياء ، وماهم عليه من العناية بالمظاهر، والتشبه
بالأعيان.
فخلعت مبذلة العمل
وخرجنا، وفي الطريق قالت لنا:
- أرجو الا يكون
قولك انك ستبتاع لي ثوبا من كريستيان دوير من قبيل الدعابة والهزل؟
فقلنا لنا
مطمئنين:
- طبعا ما الى ذلك
أقصد. خذي ما اشتهى قلبك الصغير، ولكن تظاهري فقط انك الدوقة وندسور وبأنني الدوق.
وكانت قاعات
كريستيان ديور مكتظة بالناس، ولكننا مقعدين من خير مقاعد الدار مكانا، والظاهر ان
وجهينا كانا ناطقين باليسار.
وبدأ العرض ،
فالتمعت عينا قرينتنا انفعالا. وكان المعروض اولا
ازياء الربيع ، فندت آهات الاعجاب من الجميع. وظهر زي جميل يقال له – لا للموديل
عارضته – (بوا دي بولون) أي غابة بولون- فجذبت عقيلتنا ذراعنا بشدة وقالت:- هذا الثوب. إني احب هذا الثوب.
- إنه مدهش ، ومتى يكون ارتداؤك له؟ أحين تأخذين الاطفال الى طبيب الاسنان، أم حين تستقبلينهم إذا عادوا الى الدار من المدرسة؟
فلم تقل قرينتنا
شيئا.
وبعد خمس عشرة
دقيقة، شاهدت زوجنا بدلة برتقالية اللون ، من النوع المعروف بالسويد فقالت:- آه.. لهذه البدلة! إنها جديرة بكل ثمن، وما اروعها عصرا!
- هي إذن لك، لأي ما أحب كون طفلنا – جول – قد يصاب بدوار السيارة فيتقيأ ، سببا يحول دون اقتنائك لها، إذ الذي في علمي ، أن من الممكن تنظيف هذه البدلات بلا عناء.
فقالت زوجتنا:
- لاعليك.
وبعد بضع دقائق
قلنا:- ذلك الثوب جميل ولائق للحفلات. انك تستطيعين ارتداؤه في حفلة ميلاد كوني- وهي ابنتنا البالغة من العمر خمس سنين – وعلى كل حال فإن ثوبك الآخر المشابه له قد تلف في حفلة عيد ميلاد جنيفر - البالغة من العمر اربع سنين- بما تساقط عليه من الدوندرمة والكعك.
وهنا بدأت عقيلتنا تفقد اهتمامها بموضوع الأزياء كله ، وبعد فترة قلنا مقترحين:
- هل تريدين معطفا ربيعيا، ترتدينه حين تزورين مديرة المدرسة، في شأن درجات الأطفال؟ أن ذلك الثوب الأزرق الذي تشاهدينه جميل، ولكنه رسمي أصولي، فوق ما ينبغي لمن يريد، أو تريد، غسل السيارة. وعلى كل حال فما ينبغي لي أن أؤثر في اختيارك . كل ما تحبينه فهو لك.
فقالت:
- لننس هذا الأمر. إني لا أريد ثيابا جديدة. إني سعيدة بما
عندي من الثياب، ولكني أرغب في أن تبتاع لي شيئا واحدا فقط.
قلنا:
- وما ذاك؟
فقالت بلهجة مريرة
:- سطل جديد.
فقلنا:
- حبا وكرامة ،
ومن أي نوع؟
- من النوع الذي
عند دوقة وندسور.
نشرت في جريدة (الجمهورية ) العراقية بتاريخ 3-1-1966
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق