هذه المدونة خاصة بكتابات المفكر واللغوي والمترجم والأديب العراقي عبد الكريم الناصري

الأربعاء، 29 يونيو 2016

الكاتب الساخر آرت بكوالد: كياسيات

بقلم : آرت بكوالد
ترجمة : عبد الكريم الناصري
ملاحظة -1- ذكرت في ترجمة لإحدى مقالات الكاتب الأمريكي  النابغة، ان - الكياسة - هي ترجمتي الشخصية للفظ دبلوماسية ، وأني كنت اوضحت اسباب هذه الترجمة  في مقال نشرته في احدى الصحف منذ بضع سنين واذا اتسع لي الوقت ووافقت - الجمهورية - فإني سأعيد بيان هذه الأسباب.
ملاحظة - 2- يرد في المقال اسما دولتين وهميتين: هما انتشيلادا و تمالي العليا وقد سبق ذكر الاولى في مقال للكاتب نشرت ترجمته في عدد من هذه الجريدة بعنوان - ما سعر الفضيحة ؟ -.. إن كلا الاسمين انتشيلادا وتمالي هما في الواقع اسما طعامين مكسيكيين.- المترجم
++
واشنطن - حين تستقبل واشنطن رئيسا من رؤساء الدول يجري تبادل كثير من الكلمات المنمقة . وبما أن هذه الكلم كياسية اللغة ، فإن المرء لايستطيع أن يكون على ثقة مما يعنيه كل من الجانبين.
على أني استطعت ، بفضل طريقة جديدة في الإدراك تفوق طريقة الإدراك الحسي المألوف أن أسجل ، لا كلمات المتحدثين فقط، بل وأفكارهم الخفية أيضا.
كان الحديث يدور بين رئيس جمهورية انتشيلادا وموظف أمريكي رفيع المقام. وأنا انقل هنا هذا الحديث وناقل افكار  المتحدثين الباطنية بأحرف خاصة بين قوسين . (ملاحظة من بثينة الناصري : سنضعها بلون خط أزرق مغاير)
++
كان رئيس انتشيلادا اول من تكلم ، قال:
- إني أحمل اليكم تحيات حارة من بلادي وشعبي. إن ما يسعدني أن أطأ أرض الولايات المتحدة العظيمة المدهشة وأني لعميق التأثر بما حظيت به اليوم من استقبال حافل (ايسمى هذا استقبالا ؟! حتى في زامبيا كنت خليقا أن استقبل بعدد من الجنود أكبر!)

- إن الولايات المتحدة يسعدها أن ترحب بزعيم شعب انتشيلادا الحر . وما من أحد أشد منا إعجابا بالخطوات العظيمة التي خطوتموها في بلادكم وما اسهمتم به في سبيل السلم والرفاهية في زماننا هذا . (ترى كم دولارا يريد؟)

- إنا دولة صغيرة ، تكتنفها مشاكل كثيرة، وإننا لنتطلع الى مؤازرتكم الكاملة لنا - وأنتم أقوى دولة على وجه الأرض - على حل الخلافات القائمة بيننا وبين تمالي العليا - الاعتدائية - حول حقوقنا المشروعة في وادي تشيلي. (هذه هي فرصتكم الأخيرة ، فإذا لم تعطونا الطائرات والصواريخ التي نريدها، فإننا نعرف قوما غيركم هم على استعداد لذلك)

- لقد سبق أن زرت بلادكم وإني لاحب شعبكم . بل لقد التقيت بأحد رعاة الأغنام  في دياركم . إني لأعلم ان في وسعنا ان نعمل معا ونتعاون .. نحن  وانتم نريد نفس الاشياء ، فلذلك ينبغي ان  نجد حلولا سلمية لكافة المشاكل. وتلك المهمة التي وضعتها فوق سائر المشاكل . إننا لراغبون في مساعدتكم. (ولكنكم إذا غازلتم الصين الحمراء مرة ثانية، فالويل لكم ولأصدقائكم الوضيعين!)

- لقد أبدى بلدكم وشعبكم أعظم النخوة والكرم نحو انتشيلادا الصغيرة واني لأول من يعترف بذلك. إن شعبنا ليتطلع الى استمداد
الأمل والتشجيع منكم فيما يستقبله من ايام حالكة . كل ما نسألكموه هو التفهم لأوضاعنا  (وأن لايكون لكم بعد اليوم شأن بتمالي العليا. لولا الاسلحة والدبابات  التي ارسلتموها اليها لكنا الان قضينا عليها)

- إن الولايات المتحدة تتألم أعمق الألم للحوادث المؤسفة التي جرت بين صديقتيها العزيزتين : انتشيلادا وتمالي العليا . إن علينا ان نضمد الجروح ونجلس الى مائدة واحدة لنسوي الخلافات بالمفاوضة. إذ من يكسب من هذا النزاع احد سوى الشيوعيين.(كان المظنون ان يصنع هؤلاء شيئا آخر هو أجدى من الاقتتال على قطعة عقار لا قيمة لها ولا فائدة منها)

- لقد كانت أمالي وأمانيي دائما أن اعايش جيراننا . إننا سنتبع كل سبل السلام، مهما تكن هذه المفاوضات صعبة وشاقة. (اعطني ثلاثة اسراب من طائرات ب-52 وانظر كيف أنهي مشكلة تمالي العليا بين عشية وضحاها!)

- لكن في مقابل مؤازرتنا لكم يا سيدي الرئيس نأمل ان تؤازروننا في مساعينا بجنوب شرقي آسيا حيث نحاول ايجاد حل عادل لموقف جد صعب.(ياما أشد اهتمامكم بما يجري في فيتنام!)

- إن مشاكل الولايات المتحدة هي مشاكلنا. (كان عليكم ان تخرجوا من فيتنام منذ زمن بعيد)

- إني أؤكد لكم سيدي الرئيس أننا سنكون على الدوام اخوانا، لأن الأمور التي تربط بيننا ترجح جدا تلك التي تباعد بيننا (وددت لو انهي  الحديث، ليتسنى لي أن اصيب غفوة ، قبل حفلة العشاء الرسمية  التي سأقيمها لجنابه)

- إن الكلمات التي تفضلتم بها كانت على شفتي (يا إلهي ، كم أنا في حاجة الى غفوة قبل حفلة العشاء الرسمية التي سيقيمها لي جنابه!!)
--------------
* نشرت في (الجمهورية) في 5-1-1966


 

هناك تعليق واحد:

  1. طائرة واحدة من بي 52 كافية فلماذا يطلب 3 اسراب واين المطار الذي سيحتضنها !!! يبدو ان حتى افكاره تحتاج الى فرمتة

    ردحذف